بماذا ميز الله تعالى الصلاة عن باقي العبادات

بسم الله الرحمن الرحيم


بماذا ميز الله تعالى الصلاة عن باقي العبادات
1 . الصلاة هي الصلة الدائمة بين العبد وربه :


فهي صلة دائمة ومتواصلة طيلة فترة النهار والليل فما ان يبدا النهار حتى يستقبل الانسان يومه بصلاة الفجر وما ان تمضي ساعات قصيرة ( تركت للكسب وطلب الرزق ) حتى ينادي المنادي لصلاة الظهر وما ان يركن الناس الى النوم بعد الغداء حتى جاءت صلاة العصر وبعدها بفترة قصيرة تاتي صلاة المغرب وبعدها بقليل صلاة العشاء ثم صلاة الليل وصلاة التهجد وهكذا يبقى الانسان متواصلا ليلا ونهارا مع خالقه العظيم فاذا لم تؤد هذه الصلواة حصل انقطاع كلي او جزئي سيؤدي ثمنه قاطع هذه الصلة


2 . الصلاة ركن اساسي من اركان الدين :


قال صلى الله علي وسلم ( بني الاسلام على خمس شهادة ان لااله الا الله وان محمد ( ص ) رسول الله والصوم والصلاة والزكاة وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا )


وقال صلى الله عليه وسلم ( العهد الذي بيننا وبينهم ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر )


( الصلاة عماد الدين فمن اقامها اقام الدين ومن تركها هدم الدين )


وعليه اذا تركت الصلاة عن عمد فان ذلك سيكون سببا للاخراج من ملة الاسلام الى ملة الكفر


3 . الصلاة العبادة الوحيدة التي فرضت في السماء ( في ليلة الاسراء والمعراج ) :


وذلك لعلو قدرها ورفعة مقامها وشأنها عنده عز وجل ولاثارها العظيمة على الانسان حيث تم تبليغها لرسولنا الكريم مباشرة من قبل الخالق العظيم (عند سدرة المنتهى )


بينما بقية العبادات تم تبليغها لرسولنا الكريم عن طريق سيدنا جبريل عليه السلام


5 . الصلاة العبادة الوحيدة التي اشتركت فيها جميع الديانات


حيث امر الله تعالى انبياءه بالصلاة كما دلت على ذلك هذه الايات العظيمة :


( انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري ) طه 14


( وجعلني مباركا اينما كنت واوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيا ) مريم 31


( ووهبنا له اسحق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين , وجهلناهم ائئمة يهدون بامرنا واوحينا اليهم فعل الخيرات واقام الصلاة وايتاء الزكاة وكانو لنا عابدين )الانبياء72 و73


( فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) مريم59


وهي اية عظيمة واضحة المعنى ولا لبس فيها ان الصلاة كانت مفروضة على الديانات والملل التي سبقتنا


( فخرج على قومه من المحراب ) حيث كان سيدنا زكريا في المحراب يصلي ويدعو حين اتته الملائكة تبشره ( بغلام اسمه يحى ) ( سورة مريم ) الايات 7 و 10


( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) الانعام 163


(ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غيرذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة ... ) ابراهيم 37


( واذكر في الكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا , وكان يامر اهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا ) مريم 54 و 55


واخيرا ما ورد من الايات والاحاديث في فرض الصلاة على رسولنا الكريم وامته هي كثيرة جدا لا مجال لحصرها وتحتاج لموضوع كامل منفرد


4 . الصلاة العبادة الوحبدة التي فرضها الله في اليوم خمس مرات :


بينما الحج مرة في العمر ولمن استطاع اليه سبيلا و الصوم شهر في السنة ( وفيه ترخيص للمريض والطاعن في السن والمسافر وللنفساء وللحائض وللمرضع وللحامل ووو ) والزكاة شرطها اكتمال النصاب في المال ...


5 . كل العبادات فيها رخص الا الصلاة :


فلا عذر لتركها مهما كانت الاسباب لانها مفروضة علينا ولن ترفع عنا في كل الاحوال فابمكانك ادائها وفقا للذي ييسره الظرف والحال والزمان والمكان ( واقفا ــ جالسا ـــ مضطجعا ـــ نائما ـــ متوضئا بالماء ـــ متيمما بالتراب ـــ وانت راكبا على دابتك ـــ في السيارة ـــ في الطيارة ـــ في المسجد ــــ في البيت ـــ في الطريق ـــ جماعة ـــ منفردا ـــ قضاءا أو فرضا ـــ مقيما أو مسافرا ـــ غنيا او فقيرا , مريضا / مقعدا او سالما معافى .... الخ ) ولكل حالة من هذه الاحوال احكام واضحة حددها الشرع على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين رضوان الله تعالى عنهم اجمعين


6 . يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( اامروا اولادكم بالصلاة في سبع واضربوهم في عشر ) :


بينما لم يتم التنبيه والتاكيد على اداء بعض العبادات في هذه الاعمار على الاشخاص بعينهم


هذه هي الصلاة وهذا هو قدرها عند خالقنا .... فهل اعطيناها حقها ... هل نؤديها على الوجه الذي يرضيه ويناسب هذا القدر العظيم ... فلنراجع انفسنا ونتعض


في الختام نسال الله ان يعيننا على اداء الصلاة على الوجه الذي يرضيه لان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( ان اول ما يسال عنه العبد يوم القيامة الصلاة فان قبلت قبل سائر عمله وان لم تقبل لم يقبل سائر عمله ) صدق رسول الله علي افصل الصلاة والتسليم


اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ولا تجعلنا من الغافلين


واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى صحابته الغر الميامين وتابعيهم ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين رضوان الله تعالى عليهم اجمعين


تقبلوا تحياتي ولاتنسونا من طيب دعائكم وبارك الله فيكم